رؤى جديدة

بعيداً عن قضيّة المطلوبات فإنّني أريد أن أوصل للناس بعض الآراء العامّة، واخترت هذا الوقت بالذات لظنّي أن لن يجدني أحدٌ يوماً ما أصدق منّي هذه الأيام. الآراء تتعلق بـ{الكيانات -الأحزاب – الجمعيّات – الأجسام، وغير ذلك من التسميات لأشياء تتفق كلّها في وجود جماعةٍ من الناس لمناقشة والتصرّف في قضايا عامّة، وأنا أختار أن أقول: ’الكـائنات‘}. بالنسبة لهذه الكائنات خرجت من قبل بالآراء الآتية، و تأكّدت منها عمليّاً بوجودي في أحد هذه الكائنات لثلاثة أيّامٍ:

  • لكلّ كائنٍ لابدّ من وجود قطبيّة (خفيّةٍ) تسيّره في اتجاه لا يعلمه كلّ الموجودين في الكائن. هذا رأيٌ مبنيٌّ على المشاهدة، وليس عندي برهانٌ نظري ٌّ عليه.‏
  • القطبيّة يمكن أن تكون داخليّةً (من داخل الكائن)، أو خارجيّةً تتحكم في الكائن عن بعد بطريقةٍ أو أخرى، والحالة الثانية أسوأ من الأولى لأنّ اتجاه الكائن في هذه الحالة لا يعرفه أيٌّ من الموجودين فيه.‏
  • القطبيّة الداخلية لا تعني بالضرورة القيادة الظاهرية للكائن.‏
  • صلاح أيّ كائنٍ (أعني فائدته الناس) يعتمد على صلاح قطبيّته.‏
  • الفرد داخل الكائن ’محجورٌ على رأيه‘. أقول: إمّا أن يكون الأمر ديناً يؤمن المرء بصواب كلّ ما فيه، و إلاّ فما دام الأمر رأياً فالرأي الغالب ليس هو بالضرورة الرأي الصواب.‏
  • الفرد داخل الكائن ملزمٌ بالدفاع عن آراء قد يكون غير مقتنعٍ بها، بل و قد يعلم أنّ فيها ضرر الناس. بعبارةٍ أخرى ولاء الفرد المنتمي لكائنٍ يجب أن يكون للكائن قبل ولائه لنفسه أو للناس أو لأيّ شئٍ آخر. ‏

إن كنت تتّفق معي في هذه الصفات فإنّني أرى أنّ هذا الوضع لا يستقيم، فماذا ترى أنت؟ عليه فإنّني أوجّهُ النصائح التالية:

* للشخص الحرّ المجرّد من الانتماء لأيّ كائنٍ: أعتقد أنّ أيّ إنسانٍ على وجه الأرض يؤثّر فيك ولو بقدرٍ يسير حسب ’كتلته‘ و ’بعده عنك‘ و ’نوع الوسط الذي يفصل بينكما‘ (حتى لو كان هذا التأثير غير محسوسٍ فإنّه موجودٌ). هكذا أرى الأمر تماماً كما هي الحال بالنسبة للكتل في الجاذبيّة والشحنات في الكهرومغنطيسيّة. غير أنّي لا أعرف إن كان قانون التربيع العكسي قائماً أم لا. أعتقد كذلك أن الكائنات لها كتلةٌ أكبر من كتلة الأفراد، ولهذا فإنّ تأثيرها أكبر. على كلٍّ فهذا موضوع للبحث لنفسه، والنصيحة هي: أنظر حولك و حاول أن تعرف الكائنات القريبة منك في أيّ اتّجاه تسير وكيف يمكن أن تؤثّر فيك.‏

* لمن يرغب في الانتماء لكائنٍ ما: تريّث. إقرأ هذه الرسالة وفكّر في ما فيها قبل أن تقدم على ما تنوي فعله.‏

* لمن يقف على عتبة كائنٍ ما: أنسحب فوراً وأعط نفسك فرصةً لمراجعة الأمر قبل أن تفقد كلّ شئٍ.‏

* لمن ‏’تورّط‘ (لا أقصد إساءةً بهذه الكلمة ولكن لم يحضرني غيرها) داخل كائن ما: أَعلمُ أنّ انسحابك أضحى صعباً و قد تفقد معه الكثير: مكانتك في الناس و ثقتهم فيك و مكانتك داخل الكائن و فرصتك في الانتماء من جديدٍ (إن أردته) …، لكنّك ستستعيد ثلاثة أشياء: حريّتك و ثقتك في نفسك و راحة ضميرك، وبهذه الثلاثة في كفّك يمكنك أن تستردّ أيّ شئ. لا تدع الغلط يجرّك إلى الغلط الأكبر منه، فالسيّئة تنادي أختي أختي … الأثر.‏

* للكائنات الموجودة‏: أنصح بأن تتحوّل هذه الكائنات إلى جهاتٍ علميّةٍ و استشاريّةٍ تصدر آراء و تحليلاتٍ و إحصاءاتٍ و نقداً بدلاً من أن تصدر تصرّفاتٍ و قراراتٍ تلزم من فيها.‏

* أمّا أهميّة الكائنات في تنظيم أمر الحكم فليس عندي البديل الآن و لكنّي سأجده إن شاء الله.‏

أقول هذه الآراء وأنا لا أمثّل إلاّ نفسي، وأختمها بهذه العبارة:

«علينا أن نعرف ما الصواب و ما الخطأ لا أن نعرف من المصيب و من المخطئ، فليس فينا نبيٌّ معصومٌ ولا شيطانٌ رجيم.»‏

ثمّ أقول إنني قد كتبت اسمي هنا لا حبّاً للظهور ولكن ليجدني من يريد مناقشة هذه الآراء، إن وُجد؛

This entry was posted in Arabic, رؤى جديدة and tagged . Bookmark the permalink.

One Response to رؤى جديدة

  1. فتح الرحمن الامين says:

    جميل جدا هذا الطرح

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *