964034

‏(ملحوظةٌ: هذه الورقة لا تحمل أفكاراً جديدةً، و لكنّها تحمل كلاماً لابدّ من قوله لفهم بعض ما مضى و بعض ما قد يلي؛ لذلك أعتذر لمن صبر على قراءتها.)

بعد أن قدّمت نموذج الجمعيّات في الأسبوع الماضي قوبلت ببعض النّقد النّاتج ربّما عن عدم وضوح الفكرة أو الخطأ في فهمها. فقد ذهب البعض إلى أنّني أتحدّث عن ذلك الشّيء المعقّد الذي يحتوي على عددٍ كبيرٍ من الأعضاء و يحتوي على تلك الاجتماعات المملّة و غيرها. و بالمقابل فقد انتقد البعض قلّة الأعضاء و احتقروا ما يمكن أن تقوم به هذه الجمعيّات. الآن سأقدّم مثالاً لهذه الجمعيّات حتىّ تتضح الصّورة:

هذه الجمعيّة تتكوّن من عضوٍ واحدٍ هو كاتب هذه الورقة، و قد سمّاها ’964034‘، تاركاً الأسماء التي تحمل معاني عامّةً و جميلةً لجمعيّات قد تنشأ بعد ذلك. هدف الجمعيّة هو كما ذكر سابقاً، و ستتبنىّ الجمعيّة (إن شاء الله) إصدارةً تحمل اسمها. كلّ الأفكار التي تقدّمها الجمعيّة ستكون بتفصيلٍ أكثر مما في ’رؤى جديدة‘، و قد تتضمّن ترشيحاً لمن يمكن أن ينفّذ الفكرة .. هنا يظهر سؤالٌ هامٌّ و مقبولٌ، و هو: ”لماذا لا تنفّذ أفكارك هذه بنفسك؟“ ردّي على هذا السّؤال قد لا يخرج من أحد الردود الثلاثة التالية:

  • و ما يدريك؟ ربّما كنت فعلاً وضعت تنفيذ هذه الأفكار ببالي و شرعت فيه، و لكنّني لم أجد السعة الكافية من الوقت و الطاقة لتنفيذها. في النهاية أنا واحدٌ و الأفكار جماعةٌ، و الكثرة تغلب الشجاعة! أنت لا تعرف ظروفي.‏
  • حتىّ لو كان باستطاعتي تنفيذ هذه الأفكار فإنّني أرى في بعض الأحيان أنّ المصلحة العامّة تقتضي أن أبتعد أنا بالذات عن عملٍ ما أو آخر. عموماً فأنا أقبل أن أكون الشخص المناسب لعملٍ ما بناءً على مواصفات هذا العمل، و أرفض أن أكونَه بحكم وضعي.‏
  • حتىّ لو لم يكن هذا أو ذاك فإنّه ليس من العدل و لا من العقل أن تقتل فكرةٌ جيّدةٌ لأنّ صاحبها لا يريد أن ينفّذها – هذا طبعاً إن كانت الفكرة جيّدةً.‏

هناك شيءٌ لابدّ من التنبيه له، و هو أنّه في مجال الأفكار و المقترحات العمليّة يكثر ظهور الغلط و التّباين أكثر من ظهوره في مجال الآراء و وجهات النظر. و لكي لا تُسقط هذه على تلك أو العكس فإنّني أرجو من القارئ أن ينسى أنّه نفس الشّخص من يعمل في هذه الجمعيّة و من يكتب ’رؤى جديدة‘. و سأساعد على ذلك بكتابة اسم الجمعيّة في نشاطاتها بدلاً عن اسمي – رغم أنّه أيضاً اسمي؛ كذلك قد يظهر فرقٌ في إخراج العملين. و بالمناسبة فهذه ميزة للجمعيّات أنّها تساعد على تجريد الأفكار من شخصيّات أصحابها؛ و سأستغلّها بأن أتحدّث مثلاً عن محرّري ’‏‎9740‎‏‘ و ’‏‎9840‎‏‘ و ’آفاق‘ و ’كبسولة‘ و منظّمي المنتدى الأدبي و المنتدى الثّقافي و غيرهم، سأتحدّث عنهم على أنّهم جمعيّات كتلك التي ذكرتها؛ و هم فعلا يمكن أن يكونوا ذلك الشّيء. و سأعمل إن شاء الله على تيسير الاتّصال بينهم و تيسير اتّصالهم مع الآخرين – ما لزم ذلك و ما أمكن – من خلال إعلاناتٍ في الإصدارة المذكورة.

الآن قد قامت بحمد الله هذه الجمعيّة، و سأوقّع باسمي هذه المرّة على إعلان قيامها. بقي أن نراقب معاً نشاطها و ما قد تقوم به إن شاء الله، و الله الموفّق في كلّ شيءٍ.

This entry was posted in 964034, Arabic and tagged . Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *