العدد الأوّل 18\12\2000 تصدرها جمعيّة 964034 بقلم: عبد الله جعفر
مضى علينا ثلاثة أعوامٍ دراسيّةٍ في هذه الجامعة و نحن ننتظر أن يتحسّن أسلوب التّحصيل و التّقييم فيها، لكن بلا طائل، فقد جرّبنا كلّ الأساتذة تقريباً. و قد قال أحد المميّزين أكاديميّا عندنا: ”ما مرّ علينا امتحانٌ في هذه الجامعة يميّز الطّالب القارئ الفاهم من الطّالب غير ذلك؛“ و أنا أشهد بأنّه ما مرّ عليّ امتحانٌ استطاع أن يختبر فهمي و استعدادي بصورةٍ وافيةٍ، فالدّرجات التي تفقدها بسبب عدم الاستعداد تفقد أكثر منها بسبب ضيق وقت الامتحان أو التّضليل المتعمّد أو التّصحيح السّيئ أو عدم الاكتراث أو أسبابٍ أخرى مشابهةٍ. هذا ما يدفع الشّخص لأن يكون غير مبالٍ للامتحان يقرأ له في الـ ’قاب‘ و ’يبيع‘ جزءً من المادّة نظير ما يضيع بسبب ضيق الزّمن.
أنا لا ألوم هذه الكلّيّة على ضعف إمكانيّاتها، فهذه (مع التّحفّظ) ظروفنا و سعتنا، و لكنّني لا أغفر لها أبداً عدم الاكتراث اللاّمتناهي الذي تعيش فيه؛ ذاك الذي بات يصطدم به طالبٌ في أوّل أيّامه في الجامعة ليقول المجلس الموقّر بعد ذلك: ”دعه يجرّب الرسوب لكي يتأدّب و يتّعظ.“ و لا أطلب من هذه الكلّيّة أن تعيد النّظر في فكرة الامتحانات من أصلها فأنا أعلم أنّ هذا فوق طاقتها و أكبر من استيعابها، لكنّني أطلب منهم الرّجوع إلى هدفهم من هذه الامتحانات لعلّهم يغيّرون طريقتهم هذه.
ربّ قائل الآن: ”يبدو أنّ أداءه كان سيّئاً في امتحانات هذا الفصل فأصبح يقول كلامه هذا.“ طبعاً كان أدائي سيّئاً، فهذه لا تحتاج إلى ذكاءٍ لتستنتجها، لكن ليس هذا ما جعلني أقول كلامي هذا؛ لميكن سوى موقِّتٍ جعل هذا الكلام يخرج في هذه الورقة بعد طول انتظارٍ؛ جديرٌ بالقول أنّني كنت و لازلت من المستفيدين بالمفهوم الضّيق (المتضرّرين بالمعنى العريض) من هذا الوضع، و إنّما أذمّه لأنّه سيّئ. أمّا القول الأكثر قبولاً عندي فهو سؤال السّائل: ”ما الفائدة من هذا الكلام؟“ هنالك أكثر من مقصدٍ من هذه الورقة أوجزها في ما يلي:
- محاولة حلّ المشكلة: لتعلم أنني لن أتردّد لو علمت في ذلك فائدةً أن أرفع محتوى هذه الورقة أو ما يشبهه إلى أيّة جهةٍ في هذه الكلّيّة؛ غير أنّي أوجّهها للطّلاب لأستحثّ أفكارهم.
- إدخال و ترسيخ أدب التّعبير و الاحتجاج: أنا أعرف أنّك قد تضطرّ إلى الصّبر على وضع ما، و لكنّك لست مضطرّاً إلى مباركته بإظهار الرّضا أو إخفاء الاحتجاج. و لعلّ إظهار الاحتجاج هو الخطوة الأولى في الإصلاح.
- التّوصية بقيام جمعيّاتٍ تهدف إلى نقد النّظام الأكاديميّ و إصلاحه في هذه الكلّيّة أو في هذه الجامعة أو حتّى في هذا البلد؛ و ستضع ’964034‘ هذا المهمّة ضمن أعبائها، لكنّها لم تحدّد بعد الإطار الذي ستعمل فيه.
- وأخيراً يأتي القصد البديهيّ و هو التنفيس عن النفوس تفادياً للانفعالات و التمرّد و الاضطرابات النّفسيّة؛ و لا تظنّنّ أنّني أمزح في هذه الأسماء.